يشهد عام 2025، الذي اتسم بالحروب والتوترات السياسية على مستوى العالم ديناميكية غير متوقعة في عالم الفن، فبعد ظهور بوادر انتعاش مقارنةً بعام 2024، شهد سوق الفن العالمي سلسلة من مبيعات المزادات القياسية، وفقا لما نشره موقع turkiyetoday.
بيعت لوحة جوستاف كليمت "صورة إليزابيث ليدرير" مقابل 236.4 مليون دولار، كما حققت لوحة "إل سوينو" للفنانة فريدا كاهلو مبيعات بلغت 54.7 مليون دولار، مسجلة رقماً قياسياً جديداً كأغلى عمل فني لفنانة أنثى يُباع في مزاد علني.
في غضون ذلك، وصلت لوحة "رومان باريسيان" لفينسنت فان جوخ إلى 62.7 مليون دولار، مسجلة بذلك رقماً قياسياً جديداً في الأسعار بين أعمال الفنان من فترة إقامته في باريس.
وفقًا لبيانات من ArtTactic، نما سوق المزادات العالمي بنسبة 11.1% تقريبًا مقارنة بعام 2024، ليصل إلى قيمة إجمالية قدرها 4.55 مليار دولار.
هل هي علامة تحذيرية للحرب؟
فلماذا تم تحطيم هذه الأرقام القياسية؟ هل تشير عمليات اقتناء الأعمال الفنية الكبرى إلى أزمة عالمية وشيكة أو حرب، كما توحي بعض الادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
وفي حديثه لصحيفة تركية يومية، وصف خبير المزادات والتحف رافي بورتكال عام 2025 بأنه عام قوي بشكل عام لسوق الفن العالمي.
"على الصعيد العالمي، كان عام 2025 عاماً جيداً، أما في تركيا، فقد كان عاماً أكثر هدوءاً، ولكن سيكون من غير العدل وصفه بأنه عام سيئ"، هكذا قال بورتاكال.
وفي معرض حديثه عن الأرقام القياسية المتتالية، أضاف: "تتراكم الأموال، فالتوجهات الاجتماعية والاقتصادية العالمية تخلق مثل هذه البيئة، يفسر البعض هذا على أنه شراء ما قبل الحرب.. نعم، أجزاء كثيرة من العالم غير مستقرة، لكنني أفضل أن أقول "انتظروا وترقبوا"، عندما ننظر إلى التاريخ، نجد أن عالم المزادات لطالما شهد مبيعات قياسية".
تتصدر الفنانات المشهد
كما أكدت سبيحة كورتولموس، صاحبة المعرض ومستشارة الفنون، أن الأجندات العالمية والمحلية في عام 2025 أثرت حتماً على عالم الفن.
وقالت إنه في الوقت الحالي، نحاول التعافي، فالعمل الفني عالي الجودة هو دائماً أداة استثمار فعالة، لا أعتقد أن المزادات تتمتع بنفس القوة التي كانت عليها في السابق، ولكن عندما تُطرح الأعمال الفنية المناسبة في السوق، لا يزال بإمكانها تحقيق أسعار قياسية.
وسلطت كورتولموس الضوء على أحد أهم التطورات في العام: "كان أهم جانب في عام 2025 هو أن أعمال الفنانات بدأت تُباع بأسعار قياسية".
يكتسب الفن قوة في أوقات الأزمات
وأشارت كورتولموس قائلة: "لطالما كان الفن رصيداً قيماً خلال فترات الأزمات، أن معرفة إمكانية بيع الأعمال الفنية قبل الحرب أو خلالها توفر شعوراً بالأمان ولهذا السبب، على مر التاريخ، تم تخزين اللوحات في خزائن إلى جانب سبائك الذهب، وهذا تحديداً أحد الأسباب التي دفعت بعضاً من أكثر العائلات نفوذاً في العالم إلى أن تصبح راعية للمتاحف.


















0 تعليق